سألتُ الله


سألتُ الله

-نثيرة-

مصطفى الشيمي

لوحة الله والإنسان للعظيم مايكل أنجلو


سألتُ الله، كالشحاذِ، أمنيةً
بأن يجعل 
ضوء هذا القمر مثل الماء
وأن يجعل قرصَ هذه الشمس
خبزًا طازجًا
من فرن "جدتي"
المدفون في القريةِ



ربما أحبَّ الله آدم
غير أن طعم تفاحة أشهى
فنسى ماذا أراد للإنسان حقًا
وأنا نسيتُ قصيدتي
وتركتُ اسمي للطريق



سألتُ اللهَ، كالحطابِ، فأسًا
وأن يجعل هذه الصحراء 
تنبتُ غابة خضراء أقطعها
وأبني من موتها بيتًا
وأشعلُ شعلة النار
يد الأشجار تنذف
والعصافير تلعنني
فماذا أفعل؟
وأنا المشرد الضائع



ربما أحبَّ اللهُ إبليسَ
غير أن كرسي العرش أعظم
فنسى ماذا أراد للشيطان حقًا
وأنا نسيتُ خطيئتي
وتركتُ حظي للسماء



سألتُ اللهَ، كالقوادِ، عاهرةً
لا لأمسح كحلها السائحِ
ولكن 
لأعيد تاريخًا من الخلفاءِ
قد تركوا سيف الرسولَ
ملقي هناك في الصحراء
وأبني دولة كبرى



ربما أحبَّ الله حواء
غير أن صوت غنائها أجمل
فنسى ماذا أراد للنسوان حقًا
وأنا نسيت حقيقتي
وتركت قلبي للرصيف



لو أنني مزقت رأسي
وتركتي جسدي للطيور
ومشيت حرًا مثل طيف
لا يريد من الحياةِ
غير ورقة بيضاء
من الفراغ السرمدي
لانتهيتُ من التذمرِ
وامتلأ قلبي بالإيمان





تعليقات

المشاركات الشائعة