المسيح لا يلعبُ الشطرنج




المسيح لا يلعبُ الشطرنج
نثيرة لمصطفى الشيمي
Guercino - Mary Magdalene in Penitenc



جلسَ المسيحُ في المقهى مع يهوذا
كان الغدر جليًا جدًا فوق المشهدِ
أما الليل فيجثمُ فوق أنفاسِ القمر
طلبَ الأول كوبَ الشاي مع النعناعِ
أما الثاني فكان حواريًا من نورٍ
لا يرتشف الخمرة أبدًا إلا خلسة
هذا طبع اللص السائد؛ طبع الخسة


قالَ المسيحُ :
أوصيكَ بالمجدليةِ ثلاث مرات
فإنها، بالرغمِ من عهرها،
 يخرجُ من عينيها شعاع الشمس
وإنها، بالرغمِ مما بدا من نهدِها،
يصيرُ الكون طوعًا لها عند اللمسِ
وإنها، ساذجة جدًا، لا تعرف فرقًا
بين مسيح
يمسحُ أي تراب عالق
 فوق أعناق الروح
وبين الباقي من كل شياطين المس



وأنا ابن للعذراءِ التي ما قاتلتها الحكاية
نسج الردى كل أقنعة الخيانة
فوق المآذن والكنائس والمعابد
وأنا العابد والمؤذن وأنا الرائس
وأنا الراقص على نغم الكمنجة
لستُ مثل الطائر المذبوح
أنا يا قاتلي سر الصليب والــروح



قال المسيح:
سينكرني يهوذا ثلاث مرات
حين يلقي هيرُودس
 بسمعان في السجن
لن يذكروا راعي الخراف الضالة
وإنما سيمجدون الذئب.
وحين يموت زكريا التقي
شامخًا مثل الشجرةِ
وقد دلهم إبليس الشقي.
وحين تجيء قيامتي
من ذا الذي
قد وضعني على الصليب؟


وأنا أعرف الخنجر المسموم
 كيف يحوم حولي في الظلام
غير أن الموت يعني الانتصار
والعار عارك يا يهوذا
العار عار من يأكل معي
باليدٍ اليمنى في الصفحةِ
وباليدِ الأخرى ينتظرُ القرار
ستموت مشنوقًا – يا يهوذا-
 بذاتِ الاختيار
وستأكل النيران قلبك الأسود
وسترقص المجدلية عارية
حول قبرك
رقصة النار الأخيرة




27/2/2014






تعليقات

المشاركات الشائعة